كلمة السيد رئيس الجامعة التكنولوجية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمدٍ وعلى آل بيته الطاهرين.

أساتذتي الأفاضل، أبنائي الطلبة، زملائي الأعزاء،

يسعدني ويشرفني أن أخاطبكم اليوم من هذا المنبر في رحاب الجامعة التكنولوجية، هذه المؤسسة الأكاديمية العريقة التي كانت – ولا تزال – منارةً للعلم والابتكار، منذ تأسيسها عام 1975. لقد ساهمت الجامعة بجهودها العلمية والهندسية في تخريج أجيال من الكفاءات التي كان لها أثرٌ إيجابي ملموس في سوق العمل، وأسهمت بشكل فاعل في بناء عراقنا العزيز.

إن رسالتنا في الجامعة التكنولوجية لا تقتصر على تقديم المعرفة فحسب، بل تمتد إلى بناء العقول، وتعزيز الفكر النقدي، وتنمية المهارات التي تواكب تطورات العصر. ولذلك، نضع اليوم رؤية واضحة تهدف إلى تعزيز البحث العلمي، وتطوير المناهج الأكاديمية، وتهيئة بيئة تعليمية محفزة على الإبداع والابتكار، مع التركيز على التخصصات الهندسية والعلمية والتكنولوجية التي تلبي احتياجات السوق المحلية والعالمية.

نؤمن بأن أعظم استثمار يمكن أن نقدمه هو في طلابنا وأساتذتنا وموظفينا، فهم الأساس في تحقيق نهضتنا العلمية والإدارية. ومن هذا المنطلق، نعمل جاهدين على تطوير البنى التحتية، وتعزيز الشراكات مع الجامعات العالمية، وتوظيف أحدث التقنيات لدعم العملية التعليمية. كما أننا ملتزمون بتطبيق معايير النزاهة والشفافية، ومكافحة الفساد الإداري والمالي، والارتقاء بجودة التعليم العالي في العراق.

وفي هذا السياق، أؤكد على أهمية البحث العلمي، الذي يمثل الركيزة الأساسية في تطور الأمم. لذا، فإننا في الجامعة التكنولوجية نحرص على دعم الباحثين، وتوفير البيئة المناسبة لهم، وتشجيع المشاريع البحثية التي تسهم في تقديم حلول عملية للتحديات التي تواجه مجتمعنا.

أبنائي الطلبة، أنتم أمل المستقبل وسواعد البناء، وأحثكم على السعي الدؤوب لاكتساب المعرفة، وتطوير مهاراتكم، واستثمار إمكانياتكم لتحقيق التميز. فالنجاح لا يُمنح، بل يُنتزع بالمثابرة والاجتهاد والعمل الجاد.

وفي الختام، أود أن أتقدم بالشكر الجزيل إلى الكوادر التدريسية والإدارية التي تبذل جهودًا جبارة في سبيل تطوير هذه المؤسسة. كما أجدد التزامي بالعمل معكم جميعًا يدًا بيد لتحقيق أهدافنا المشتركة، والسير بجامعتنا نحو مزيد من التقدم والازدهار.

معًا، نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتميّزًا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.